المُخبر الاقتصادي+| كيف صنعت الصين أحدث طائرة ركاب؟ وهل تقتل أمريكا المشروع؟
طول عمرنا كنا مفكرين إن شرا الطيارات أفضل من تصنيعها وإيجارها أفضل من شرائها ولكن دا ما عادش ينفع إحنا عاوزين نصرف فلوس أكتر على البحث والتطوير ونصنع الطيارات بنفسنا اللي فاتت دي كانت تصريحات قالها الرئيس الصيني شي جين بينغ للعمال الموجودين في أحد مراكز تصنيع الطيارات الصينية دول كتير على مستوى العالم حاولت في يوم من الأيام إنها تخترق واحدة من أعقد وأهم الصناعات في العالم وهي صناعة طائرات الركاب التجارية ومعظم الدول دي محاولاتها انتهت بقصص فشل مأساوية ومن ضمن الدول اللي فشلت أكتر من مرة في دخول المجال دا كانت الصين لكن الصين على عكس غيرها ما استسلمتش وواضح إنها مصرة لحد النهار دا إنها تدخل صناعة طيارات الركاب التجارية مهما كان التمن ومهما كانت العواقب آخر محاولات الصين في الاتجاه دا كانت يوم 23 يوليو اللي فات دا في اليوم دا شركة طائرات الركاب التجارية الصينية كوماك أعلنت إن 6 طيارات صينية من طراز C919 أنهت بنجاح رحلاتها التجريبية ودي من المفترض إنها خطوة الطيارة كانت محتاجاها علشان تحصل على موافقة الحكومة الصينية على السماح باستخدامها في الطيران التجاري الشيء المثير للاهتمام هنا هو إن الشركة الصينية بطائرتها الجديدة نظرياً داخلة تنافس اتنين من عمالقة تصنيع الطائرات في العالم وهمّ بوينج الأمريكية وأيرباص الأوروبية الشركتين اللي بيحتكروا الصناعة ومسيطرين على السوق العالمي كله حتى السوق الصيني نفسه السؤال بقى اللي شاغل بال الناس كلها دلوقتِ إيه هي حكاية الـ C919 الصينية؟ هل الطيارة دي بتشكل تهديد حقيقي لبوينج وأيرباص؟ وهل الأمريكيين والأوروبيين خايفين منها؟ وهل الصينيين بيعرفوا يصنعوا الـ C919 لوحدهم وللا بيحتاجوا مساعدة؟ وهل أصلاً هم بيصنعوها من الصفر وللا بيجمعوها؟ والسؤال الأهم بقى إيه هي حكاية الصينيين مع صناعة الطيارات؟ وليه البلد دي مصرة على تصنيع طيارات ركاب بدل ما تشتريها زي بقية خلق الله؟ دا جزء من اللي حندردش فيه مع بعض في حلقة النهار دا أنا أشرف إبراهيم ودا المخبر الاقتصادي+ في سنة 1970 وبعد ما يقرب من قرن من الإذلال اللي عانوا منه على إيد الغرب الصينيين كان عندهم رغبة جامحة في استعادة ولو جزء من كرامتهم المهدرة ودا حاولوا يعملوه من خلال إنهم يعملوا حاجة ما فيش غير 4 دول في العالم بس في الوقت دا هي اللي قدرت تعملها والحاجة دي هي بناء طيارة ركاب تجارية ضخمة وحديثة وهنا طبعاً قابلت الصينيين مشكلة وهي إنهم ما عندهمش أي خبرة في تصنيع الطيارات التجارية كل خبراتهم في مجال تصنيع الطيارات كانت عبارة عن تصنيع نسخ مقلدة من طيارات عسكرية أجنبية ولكن الصينيين ما كانوش شايفين إن دي مشكلة توقفهم طيارة الركاب اللي كانوا عاوزين يصنعوها كان اسمها Y10 قال لك إحنا حنعمل الطيارة دي بتصميم قريب من قاذفة القنابل بتاعتنا الـ شيآن إتش-6 واللي هي في الأساس تقليد صيني لقاذفة القنابل السوفييتية الـ تي يو-16 دي كانت خطة الصينيين لحد أواخر سنة 1971 بعد كدا حصلت صدفة غيرت كل حاجة في 19 ديسمبر سنة 1971 طيارة باكستانية من طراز بوينج 707 تحطمت أثناء هبوطها في منطقة شينجيانغ في الصين طبعاً دي كانت حادثة مفجعة ولكن الصينيين كانوا فرحانين جداً بالحادثة دي لدرجة إنهم اعتبروها هدية من ربنا إنتوا أكيد فهمتوا الصينيين ليه فرحانين بالحادثة دي باختصار الحادثة دي حطت تحت إيديهم الحطام بتاع واحدة من أحدث وأكثر الطيارات التجارية تطوراً في العالم في الوقت دا الصينيين قرروا إنه بما إنهم ما بيفهموش حاجة في صناعة الطيارات التجارية فهم حيعملوا عملية Reverse Engineering أو هندسة عكسية للـ بوينج 707 اللي وقعت في أرضهم معنى الهندسة العكسية هنا هو إنهم ببساطة حيجيبوا كل أجزاء وتصاميم الطيارة المحطمة ويحطوها قدامهم ويحاولوا يبنوا نسخ طبق الأصل من كل جزء وبعدين يجمعوا الأجزاء دي مع بعض في الآخر علشان يبقى عندهم طيارة ودي طبعاً مهمة شبه مستحيلة خصوصاً لما بنتكلم على تقليد مركبة بالغة التعقيد زي الطيارة التجارية المسألة مش بس إعادة بناء المخططات الأساسية والرسوم الهندسية للطيارة وضبط دقة الأبعاد وتوزيعات الأوزان المختلفة لكل جزء من الطيارة لا دا الصينيين كمان لازم يطابقوا مواصفات المواد اللي الطيارة بتتصنع منها ودا حوار كبير لوحده وحيحتاج تجارب وأبحاث واختبارات معقدة جداً غير كدا الـ Y10 على الورق كانت بتتكون من 435 قطعة 305 قطعة من القطع دي الصين كانت عمرها ما صنعتها قبل كدا ولا كان عندها فكرة بتتعمل إزاي لكن برضو الصينيين ما استسلموش في 13 يناير سنة 1972 يعني بعدما يقرب من شهرين من وقوع الطيارة المصنعة من قبل شركة بوينج الأمريكية على الأراضي الصينية الحكومة الصينية بعتت واحد من أشهر القادة العسكريين في الصين وهو المرشال ياي جيانيانغ لموقع حطام الطيارة وبعتت معاه 500 شخص من ضمنهم من ضمنهم مهندسين وعلماء من أكتر من 32 قسم الناس دي كانت مهمتها دراسة وتحليل حطام البوينج 707 بغرض العثور على أي معلومة ممكن تساعد الصين في عمل نسخة طبق الأصل من الطيارة اللي وقعت الحكومة الصينية قالت للمهندسين اللي بعتتهم إنها مش عاوزة جودة الـ Y10 تبقى أقل بأي شكل من جودة البوينج 707 ودي نقطة ما فيهاش تفاهم على هذا الأساس الجيش دا من المهندسين والعلماء الصينيين فضل يشتغل على الموضوع دا 24 ساعة 7 أيام في الأسبوع وحتى في الأعياد والإجازات الرسمية من حسن حظ الصينيين إنهم وهم شغالين على دراسة حطام الطيارة الباكستانية قدروا يحطوا إيدهم على نسخة سليمة تماماً من البوينج 707 اللي حصل بالضبط هو إن العلاقات الدبلوماسية بين أمريكا والصين شهدت بعض التحسن في أوائل السبعينيات في فبراير سنة 1972 الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون زار الصين نيكسون راح هناك وهو راكب طيارة من طراز بوينج 707 الصينيين عجبتهم طيارة نيكسون جداً المهم في الإطار دا شركة بوينج الأمريكية باعت للصينيين 10 طيارات من طراز بوينج 707 أخت الطيارة اللي الصينيين شغالين عليها بالفعل ولكن طبعاً الأمريكان ما كانوش يعرفوا حاجة عن اللي الصينيين بيعملوه المهم الصينيين بمجرد ما استلموا الطيارة قاموا مخرجينها من الخدمة ومدخلينها المخزن علشان يدرسوها ويحللوها حتة حتة ويشوفوا اتعملت إزاي وبتشتغل إزاي وبالتالي يخلوا الطيارة بتاعتهم اللي هي الـ Y10 نسخة منها الصينيين نجحوا بالفعل في إنهم يبنوا هيكل تصميم مطابق تقريباً للتصميم الأصلي وعلشان ما يبقاش التقليد مفضوح قوي الأجنحة ما أخدوهاش من تصميم البوينج 707 حتقول لي أمال صمموا الأجنحة دي على أي أساس أو جابوها منين؟ باختصار نسخوا تصميم الأجنحة بتاعة طيارة الركاب البريطانية النفاثة ترايدنت اللي اشتروها من بريطانيا سنة 1975 في النهاية نسخ هيكل الطيارة كتصميم ما كانش صعب المعضلة كانت في حاجتين أولهم المحرك الطيارة الأمريكية كانت شغالة بمحرك من طراز JT3D-7 ودا كان من تصنيع شركة محركات الطيارة الأمريكية برات آند ويتني الصينيين فتحوا المحرك دا وحاولوا يقلدوه وفي النهاية عملوا منه نسخة رديئة جداً اسمها WS-8 المحرك الصيني ما كانش شغال وكان بيسرب زيت والمهندسين الصينيين كانوا عاجزين عن إصلاح العيب دا ودا ببساطة لأن بناء محرك بالتعقيد دا بيستلزم خبرة وتكنولوجيا متقدمة جداً هم لا يملكوها وعلشان كدا قرروا إنهم يريحوا نفسهم ويجيبوا من الآخر وراحوا اشتروا محركات جديدة من برات آند ويتني بالمناسبة قبل ما الصينيين يشتروا المحركات حاولوا برضو ينسخوا تصميم المحرك التوربيني بتاع Rolls Royce المعروف باسم Rolls Royce Spey ولكنهم فشلوا في تقليده برضو لنفس السبب المهم المشكلة التانية اللي عجز قدامها الصينيين هي تصنيع المواد اللي بيتكون منها جسم الطيارة على سبيل المثال ألواح الألمنيوم اللي الصينيين صنعوها علشان جسم الطيارة كانت سميكة جداً ودا زود من حجم ووزن الطيارة ورفع من استهلاكها للوقود لدرجة إن الطيارة لما بدأ اختبارها لأول مرة في 26 سبتمبر سنة 1980 في سماء مدينة شنغهاي طارت لمدة 24 دقيقة بس الطيارة كانت بتحتاج تتفول بالوقود كل نص ساعة الرحلة التجريبية دي تمت الموافقة عليها رغم إن الطيارة كان فيها مشاكل كبيرة لكن في النهاية الصينيين شافوا إن دا مشروع فاشل لإنهم ببساطة خافوا إن أي مسؤول حكومي صيني يركب الطيارة دي وهي بوضعها دا وقرروا وقف مشروع الـ Y10 سنة 1985 بعدها بسنة وتحديداً سنة 1986 الصينيين حاولوا ينفذوا الموضوع بطريقة مختلفة في مارس من السنة دي الصينيين اتفقوا مع شركة صناعة الطيارات الأمريكية ماكدونل دوغلاس إنهم يصنعوا مع بعض 25 طيارة ركاب من طراز MD-82 على سنة 1991 ولكن المشروع المشترك دا فشل لأن بوينج الأمريكية راحت استحوذت على الشريك الأمريكي للصينيين اللي هي شركة ماكدونل دوغلاس سنة 1997 وبكدا وقف مشروع طيارات الـ MD-82 وقف المشروع دا تزامن مع انفتاح الصين على الغرب ودا خلى الصينيين يشوفوا إن شرا الطيارات الحديثة الجاهزة من الشركات الغربية سواء من بوينج الأمريكية أو أيرباص الأوروبية هو الخيار الأفضل ليهم وبلا وجع دماغ فضل الصينيين ما بيفكروش بشكل جدي في صناعة طيارات الركاب لحد سنة 2008 في سنة 2008 مجلس الشعب الصيني وافق على تأسيس شركة حكومية اسمها شركة الطائرات التجارية الصينية المعروفة اختصاراً باسم كوماك واللي المساهم الأكبر فيها هي لجنة مراقبة وإدارة الأصول المملوكة للدولة والتابعة لمجلس الدولة الصيني ساساك الهدف الرئيسي من تأسيس كوماك هو بناء طيارة ذات جسم ضيق اسمها C919 اللي هي الطيارة اللي العالم كله بيتكلم عليها النهار دا بس قبل ما أكمل كلامي وعلشان تكون معايا في الصورة ضروري تعرف إن فيه نوعين رئيسيين من طيارات الركاب التجارية في السوق النوع الأول هو الـ Narrow-body aircraft أو الطائرات ذات البدن الضيق وزي ما هو واضح من اسمها فدي طيارات جسمها صغير وفيها ممر واحد وقطرها ما بين 3 لـ 4 متر وأضخم مقاس من الطيارات دي ممكن يشيل 280 راكب النوع التاني بقى هو الـ Wide-body aircraft أو الطائرات ذات البدن العريض ودي قطرها بيتراوح ما بين 5 لـ 6 متر وفيها ممرين وفي العادة بتشيل ما بين 200 لـ 600 راكب المهم نرجع لكلامنا الصينيين قرروا إنهم يصنعوا طيارة بدنها ضيق لأنها أسهل شوية وفي نفس الوقت هم شايفين إن المستقبل للبدن الضيق خصوصاً في ظل مشاكل طيارات البدن العريض اللي بدأت تظهر في السنين الأخيرة خصوصاً عند شركة بوينج خطة الصين في البداية كانت إن الـ C919 حيبدأ تشغيلها في 2014 وبعدين يبدأ تسويقها للخارج في 2016 ولكن دا ما حصلش والصينيين تأخروا جداً في تطوير الطيارة بسبب افتقارهم للخبرة الفنية من ناحية وللتكنولوجيا وقطع الغيار من ناحية تانية المهم في مايو 2017 نجح الصينيين أخيراً في إطلاق أول نموذج أولي من الطيارة وبدأت عملية اختبار الطيارة واللي حصلت فيها مشاكل كتير خلت كوماك تأجل إطلاق الطيارة لحد 2021 المشاكل دي كان أبرزها الحظر اللي فرضته الحكومة الأمريكية في أواخر 2020 على الصادرات التقنية لـ كوماك بعدما اتهمتها بإنها بتربطها علاقات بالجيش الصيني ولما جينا في 2021 حصلت مشاكل تانية برضو والشركة ما قدرتش تطلق الـ C919 بسبب عجزها عن استيراد بعض قطع الغيار وتم تأجيل الإطلاق كمان مرة للسنة اللي إحنا في دي وفي يوليو 2022 كوماك أعلنت أخيراً إن الـ C919 خلصت بنجاح مرحلة الرحلات التجريبية وجاهزة للمرحلة اللي بعد كدا واللي حتشمل تدريب الطيارين وأفراد الطاقم على الطيارة وحيكون فيها برضو رحلات تجريبية إضافية ودا معناه إن الإطلاق الرسمي للطيارة ممكن يكون لسه ما بين 2023 و2024 دلوقتِ بقى الـ C919 الصينية اللي بتشيل ما بين 158 و168 مقعد واللي سعرها بيقترب من 99 مليون دولار من المفترض حتدخل السوق تنافس البوينج 737 ماكس الأمريكية والـ Airbus 320neo الأوروبية ودول أشهر طيارتين من طيارات البدن الضيق في العالم لحد النهار دا وبحسب كلام الصينيين فشركة كوماك وصلها طلبات إجمالية قدرها 815 طيارة C919 من 28 عميل مختلف بقيمة 500 مليار يوان أو ما يعادل 74 مليار دولار ولكن أغلب العملاء دول من الصين زي خطوط شرق الصين الجوية وShenzhen Airlines ودا نظرياً يعتبر منافسة مباشرة لبوينج وأيرباص في السوق الصيني لإن أسطول الطيارات التجارية الصيني حالياً نصه من بوينج ونصه التاني من أيرباص وبالتالي أي شركة جديدة حتدخل حتاكل من حصة الشركتين ودا يخلينا نسأل سؤال مهم جداً هل الـ C919 بتشكل تهديد حقيقي لبوينج الأمريكية وأيرباص الأوروبية اللي بيسيطروا مع بعض على أكتر من 97% من السوق العالمي لطائرات الركاب التجارية ضيقة البدن؟ في الحقيقة رغم الإنجاز الكبير اللي بيشكله ظهور الطيارة الصينية إلا أن بوينج وأيرباص شايفين إنها أضعف من إنها تنافس طياراتها الموجودة في السوق على الأقل في المدى القريب والمتوسط ودا لأكتر من سبب أولاً الطريق لسه طويل جداً قدام الـ C919 علشان يتم اعتمادها والسماح ليها بالطيران في الأجواء الدولية يعني بعيداً عن شهادة الاعتماد من إدارة الطيران المدني في الصين اللي الـ C919 لسه ما أخدتهاش فالطيارة لسه قدامها عائق كبير جداً حباله طويلة %60 من حركة الملاحة الجوية في العالم بتمر عبر الأجواء الأوروبية والأمريكية وعلشان أي طيارة تقدر تطير في الأجواء دي لازم تاخد موافقة من إدارة الطيران الفدرالية في أمريكا الـ FAA ومن وكالة سلامة الطيران الأوروبية الـ EASA أي طيارة علشان تاخد الموافقة دي بتحتاج سنين بوينج وأيرباص بجبروتهم يوم ما يقدروا يسرعوا عملية الحصول على الشهادات دي لأي طيارة جديدة بيخلصوها في خمس سنين ودا يعتبر إنجاز بدون الشهادات دي الـ C919 حتفضل بعيدة عن الجزء الأكبر من سوق الطيران العالمي الطيارة لو خدت شهادة الـ CAAC الصينية بس فهي مش حتقدر تطير غير داخل الأجواء الصينية فقط ودي مش مشكلة الـ C919 الوحيدة الطيارة دي بحسب المحللين اللي تمكنوا من الاطلاع على بعض تفاصيل المشروع الصيني كفاءتها في استهلاك الوقود ضعيفة جداً بالمقارنة مع طيارات بوينج وأيرباص دا غير إنها بتعتمد على تكنولوجيا قربت تبقى قديمة والنقطة دي تاخدنا لنقطة أهم أكتر شيء بيميز بوينج وأيرباص غير التكنولوجيا الحديثة بتاعتهم وسجلهم الجيد جداً فيما يتعلق بسلامة الطيران هو خدمات ما بعد البيع اللي بيقدموها للعملاء اللي بيشتروا طياراتهم ودي ميزة فيه شكوك كبيرة جداً إن شركة كوماك المصنعة للـ C919 تقدر توفرها لعملائها ودا ببساطة لإن الشركة ما لهاش سيطرة كبيرة على سلسلة الإمداد الخاصة بتصنيع الطيارة أهم القطع المكونة للـ C919 الصينية ما بتتصنعش في الصين والصينيين ما عندهمش فكرة هي بتتصنع إزاي أو بتتصلح حتى إزاي يعني لو بصيت معايا كدا بسرعة على هيكل الـ C919 حنلاقي إن أنظمة التحكم في الطيران والوقود من تصنيع شركة Parker Aerospace الأمريكية ونظام الهيدروليك اللي بيتحكم في أجزاء كتير من الطيارة عن طريق شبكة أنابيب موزعة في كل ركن من الطيارة من تصنيع شركة Eaton الأمريكية نظام الهبوط من Liebherr Aerospace الألمانية وأنظمة الإضاءة ومكافحة الحريق من UTC الأمريكية والألمنيوم المستخدم في جسم الطيارة من شركة Arconic الأمريكية وأنظمة الاتصالات والملاحة من شركة Rockwell Collins الأمريكية والعجل والفرامل من Honeywell الأمريكية وأجهزة تسجيل بيانات الرحلة من General Electric الأمريكية أما قمرة القيادة والتصميم الداخلي للطيارة والمطبخ وغرفة الاستراحة فاللي عملتهم هي شركة FACC النمساوية أما بقى أهم جزء في الطيارة فهو المحرك واللي صنعه هي شركة اسمها CFM International ودي عبارة عن مشروع مشترك ما بين شركة General Electric الأمريكية وشركة Safran SA الفرنسية واحد حيقول لي أمال الصينيين صنعوا إيه في أم الطيارة دي؟ هو فاضل فيها إيه كدا؟ أقول لك لا فاضل ديل الطيارة والجناحين الصينيين هم اللي صنعوهم من خلال شركة صناعة الطيران الصينية المعروفة اختصاراً باسم AVIC ودا معناه إن الصينيين مجمعين الـ C919 من كل حتة ودا غير إنه بيصعب عليهم خدمة ما بعد البيع وتوفير خدمات الصيانة للعملاء فهو بيحطهم تحت رحمة منافسينهم الطيارة دي لو دخلت السوق النهار دا ممكن بكرة الصبح ما يبقاش لها قطع غيار لو الأمريكان قرروا إنهم يعاقبوا الصين لأي سبب والحرب التجارية الأخيرة بين أمريكا والصين خير دليل أمريكا عندها 1000 سبب يخليها تقفل المية والنور عن الـ C919 أبسطهم هو رغبتها في حماية شركتها الأهم على الإطلاق وهي بوينج اللي ما يعرفش منكم بيونج هي أكبر شركة بتصدر في أمريكا نفس الأمر بالنسبة للأوروبيين اللي يهمهم حماية أيرباص غير كدا بقى لو افترضنا إن الصينيين قدروا كمان كام سنة يصنعوا كل أجزاء الـ C919 حتقابلهم مشكلة رزلة جداً وهي إنهم حيضطروا يقدموا من تاني على كل شهادات السلامة اللي الطيارة خدتها بتصميمها القديم يعني لو مثلاً الصينيين قدروا على 2030 يصنعوا المحرك ومعدات وأجهزة الطيارة التانية فساعتها السلطات التنظيمية في أمريكا وأوروبا حتطلب منهم يقدموا شهادات جديدة ويستنوا 5 سنين كمان على الأقل لإن بالنسبة لهم دي طيارة جديدة غير اللي أخدت الشهادات القديمة وبالتالي لازم اختبارها حوار ابن لذين يلف الدماغ بس دا طبيعي بما إننا بنتكلم على واحدة من أهم وأكثر الصناعات تعقيداً في العالم وحواجز الدخول فيها مش عالية بس لا دي في السما صناعة الطيران يا جماعة هي واحدة من أكتر القطاعات تنافسية في العالم وهي بالمناسبة مش لعبة شركات بس الحكومات لها دور كبير في الصراعات دي الأوروبيين فضلوا واقفين ورا أيرباص لأكتر من 40 سنة لحد ما قدرت تقف على رجليها قدام بوينج الأمريكية أيرباص ما كانش حيبقى لها فرصة في تحقيق دا بدون الدعم الحكومي السخي اللي حصلت عليه واللي وصل بحسب تقديرات منظمة التجارة العالمية لأكتر من 22 مليار دولار ودا نفس اللي الصينيين بيعملوه النهار دا الـ C919 الصينيين صرفوا عليها لحد النهار دا ما يتراوح ما بين 50 لـ 72 مليار دولار ودا يوضح لك مدى إصرار الصينيين على الموضوع دا بس هنا فيه سؤال مهم هل الصينيين عبط؟ يعني هل هم مش فاهمين كلامنا اللي فات دا عن صعوبة منافسة بوينج وأيرباص؟ لا طبعاً أكثر ما يميز الصينيين في الحقيقة هو إنهم واقعيين وفي نفس الوقت عندهم صبر طويل هدف الصين الرئيسي من ورا الـ C919 مش أنهم ينافسوا بيها الـ بوينج 737 ماكس والـ Airbus 320neo لأنهم مدركين إن دا صعب جداً إن لم يكن مستحيل في ظل المعطيات الحالية هم بس عاوزينها تنجح بحيث تفتح لهم سكة في صناعة طيارات الركاب وتبقى بمثابة نقطة انطلاق ليهم في سعيهم لبناء تكنولوجيا أصلية صينية وتساعدهم في مراكمة خبرات في المجال دا اللي بيعتبر مجال مهم وحيوي بالنسبة لهم أكتر من أي دولة تانية الصين يا إخواننا خلال الـ 20 سنة الجايين من المتوقع إنها تشتري 8600 طيارة بقيمة 1.4 تريليون دولار تلتين الطيارات دي حيكون من طيارات البدن الضيق الـ شبه C919 الصينيين حريصين إن الطيارات اللي حيشتروها دي جزء كبير من عمليات التصنيع بتاعتها يتم عندهم علشان يتعلموا وأتوقع إنهم حيتعلموا فعلاً على المدى الطويل ودا بالمناسبة هو رأي Guillaume Faury الرئيس التنفيذي لأيرباص الراجل بيقول الصينيين حيبدؤوا في المجال دا ببطء وفي البداية مش حيقدروا يبيعوا طيارات غير لشركات الطيران الصينية لكن مع مرور الوقت حيتحسنوا تدريجياً ويبقوا لاعب مهم في السوق بس يا سيدي أنا كدا خلصت كلامي وكالعادة عندي سؤال لحضراتكم الرئيس الصيني بيركب النهار دا طيارة من طراز بوينج 400-747 برأيك هل ممكن نشوفه قريب بيركب الـ C919 الصينية من باب دعم الصناعة الوطنية؟ حتابع كل إجاباتكم في التعليقات وفي النهاية لو عجبتكم الحلقة اشتركوا في القناة واستنونا في حلقات جديدة بإذن الله سلام
2022-08-04 05:08